إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

104 ـ الشاذلي بن جديد (1929م ـ )

عسكري ورجل دولة، رئيس جمهورية الجزائر (1979 ـ 1992م). وثالث رئيس لجمهورية الجزائر.

ولد الشاذلي بن جديد لعائلة فلاحين، في قرية شرقي الجزائر بالقرب من مدينة عنابة. التحق بالجيش حتى عام 1954م، وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954م، انضم الشاذلي بن جديد إلى جبهة التحرير الوطني، عام 1955م، ونظراً لشجاعته وانضباطه وفهمه لمعنى القيادة، تفوق في حرب العصابات، مما أهله لعين قائد للكتيبة الثالثة عشرة في منطقة قسنطينة بالقرب من الحدود التونسية،

ثم استدعي للعمل في قيادة أركان المنطقة الشمالية على الحدود المغربية مع العقيد هواري بومدين (الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجزائر)، واستمر بن جديد بهذه المنطقة إلى أن حصلت الجزائر على استقلالها عام 1962م. وعندما حدثت الخلافات بين أحمد بن بللا ومعه هواري بومدين، وبين الحكومة المؤقتة، ساند أحمد بن بللا وهواري بومدين بشدة. وفي 1963م عينت القيادة الجديدة الشاذلي بن جديد حاكماً عسكرياً لولاية قسنطينة، وفي عام 1964م عُين حاكماً عسكرياً لمنطقة وهران الاستراتيجية. وعندما وقع الخلاف بين رئيس الجمهورية أحمد بن بللا ووزير الدفاع هواري بومدين، فقام بومدين بحركة انقلابية واستولى على الحكم، في 19 يونيو 1965م. وأيد الشاذلي حركة بومدين، وعلي أثر ذلك عُين الشاذلي بن جديد عضواً في مجلس الثورة، وهي السلطة الحاكمة في الجزائر. بالإضافة إلى منصبه حاكماً عسكرياً لمنطقة وهران. ثم رقي لرتبة عقيد عام 1969م. وعلى أثر إصابة بومدين بالمرض، عين مجلس الثورة الشاذلي بن جديد بوظيفة ضابط ارتباط بين مجلس الثورة والجيش عام 1987م، وقبل وفاة بومدين عين وزيراً للدفاع. وعقب وفاة الرئيس هواري بومدين عام 1978م، رشحته جبهة التحرير الوطني لمنصب رئاسة الجمهورية. وفي 7 فبراير 1979م انتخب الشاذلي بن جديد رئيساً للجمهورية. فاتبع سياسة اقتصادية مغايرة ركز فيها على تطوير الزراعة والخدمات، وتحسين الاستهلاك. كما وقد وقف الشاذلي بن جديد موقفاً صلباً من معركة التعريب. وأيد حركات التحرر الوطنية في العالم الثالث. وأعلن أن الاشتراكية خيار لا رجوع عنه.

وفي 1984م أعيد انتخاب الشاذلي بن جديد رئيساً للجمهورية، ثم أعيد انتخابه كذلك عام 1988م. وفي عام 1989م أجري استفتاء شعبي لتعديل الدستور الجزائري، وتغير التوجه الاشتراكي الذي كان يغلب على الدستور السابق، وسمح بحرية تشكيل الأحزاب، وحرية الصحافة والرأي، وبحق الملكية الخاصة.

ولأول مرة أجريت الانتخابات التعددية في الجزائر في 1991م، لتعيين أعضاء المجالس البلدية، ومجالس الولايات. وقد فاز بالأغلبية حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ. ثم في ديسمبر 1991م، فاز فيها ثلاثة أحزاب، وفي مقدمتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ.ثم جبهة التحرر الوطني، وجبهة القوى الاشتراكية.

وفى يناير 1992م استقال الرئيس الشاذلي بن جديد. واستدعي محمد بوضياف أحد قادة ثورة التحرير، وتشكل المجلس الأعلى للدولة بقيادته، ثم حلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وفي يونيه 1992م أُغتيل محمد بوضياف، وعين مكانه علي كافي. وفي عام 1994م عين الأمين زروال مكانه، وأجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الأمين زروال.